مواجهات بين السكان والأمن ببراقي في العاصمة
انسداد البالوعات يثير غضب المواطنين
اندلعت، أمس، مواجهات عنيفة بين سكان حي ديار البركة ببراقي في العاصمة ومصالح الأمن، ما أسفر عن توقيف عدد من المحتجين ووقوع جرحى وإغماءات في صفوف المارة والسكان بسبب استعمال الغاز المسيل للدموع من قِبل قوات الأمن.
تعود أسباب المواجهات إلى منع مصالح الأمن سكان الحي من التجمهر وغلق الطريق الرئيسي للبلدية، بعد أن غمرت مياه الأمطار المتساقطة طيلة 24 ساعة الفارطة كل مساكن حي ديار البركة، الأمر الذي أثار حفيظة السكان وقاموا بغلق كل مداخل الحي، مطالبين بترحيلهم إلى سكنات لائقة.
وتنقلت “الخبر” إلى عين المكان، حيث كانت ألسنة اللهب تنبعث من العجلات المطاطية وحاويات القمامة التي وضعت في المدخل الرئيسي لبراقي وبالمسالك الفرعية المؤدية إلى حي ديار البركة، في وقت دخل الشباب الغاضب في مواجهات مع مصالح الأمن، استعملت فيها الحجارة والأسلحة البيضاء. وفور دخولنا الحي خيّل لنا أننا في إحدى المدن الليبية التي تستيقظ على صوت إطلاق القنابل المسيلة للدموع التي استعملتها مصالح الأمن وتساقطت فوق أسطح بنايات الحي، بينما لم تجد النسوة سوى إطلاق صيحات النجدة خوفا على أولادهن.
وأسفرت هذه المواجهات عن توقيف عدد من المحتجين، بالإضافة إلى تسجيل إغماءات وسط العائلات والمارة جراء الغازات المسيلة للدموع المستعلمة من قِبل عناصر الأمن، ناهيك عن جرح عدد من أعوان الأمن بسبب قارورات الزجاج والحجارة وكذا قارورات “المولوتوف” التي كان يطلقها شباب الحي.
عائلات تخرج للشارع بعد أن غمرت الأمطار مساكنها
وخرجت، أمس، عشرات العائلات جنوبي العاصمة إلى الشارع وأغلقت طرقات الأحياء بالمتاريس والعجلات، بعد أن غمرت الأمطار منازلهم، ما أدى إلى إحداث حالة هلع ورعب وسط السكان، بعدما أجبرتهم السيول على مغادرة سكناتهم خوفا من انهيارها وموتهم تحت الأنقاذ. فأغلق سكان حي 917 مسكن بالكاليتوس في العاصمة، أمس، الطريق البلدي رقم 6، وذلك بعد أن غمرت مياه الأمطار المتساقطة منازلهم، حيث أجبر السكان على إحداث ثقوب في الجدران لإخراج المياه التي غمرت بيوتهم، وتسببت في تلف بعض الأجهزة المنزلية، في حين أدى انسداد البالوعات وقنوات الصرف الصحي بحي الجمهورية إلى غرق العديد من المساكن في المياه، ما جعل السكان يخرجون إلى الشارع ويغلقون الطريق الوطني رقم 118 احتجاجا على الوضعية المزرية التي يعيشونها، مشيرين إلى أن الجهات المحلية لم تقم بتهيئة البالوعات رغم عديد المراسلات المقدمة سابقا.
الشيء نفسه قام به سكان حي حوش الميهوب ببراقي الذين أغلقوا الطريق الرابط بين سيدي موسى وبراقي، بعد أن أدى انسداد البالوعات إلى انفجارها واختلاط المياه القذرة بمياه الأمطار مشكلة بركا كبيرة تنبعث منها روائح كريهة، حيث حوّلت هذه الأخيرة الطريق المؤدي إلى حيهم إلى مستنقع كبير يصعب على السيارات دخوله، ما أدى بأبناء الحي إلى استعمال كل الوسائل من أجل التخلص من المياه وضخّها إلى المجاري القريبة.
وفي السياق ذاته، قال القاطنون لـ«الخبر” بأنه بالرغم من تسبب الأمطار التي تساقطت خلال الأشهر الفارطة في غمر المساكن وغلق الطريق، وقيام مصالح البلدية بإعادة تهيئة الطريق وتنقية البالوعات، غير أن الوضعية تكررت أمس، ما جعل القاطنين يستنكرون وبشدة طريقة معالجة وتهيئة الطريق وبالوعات الحي.
وبحي 700 مسكن ومحمودي ببن طلحة لم يختلف الوضع كثيرا، حيث تحوّلت طرقات ومسالك الأحياء إلى برك كبيرة من المياه، ما أدى إلى شلل حركة المرور إلى غاية تدخل مصالح “آسروت”، كما هو الشأن بدار العجزة التي غمرتها المياه وحوّلتها إلى مستنقعات كبيرة.
وتسببت الأمطار في شل حركة المرور في الساعات الأولى من الصباح على مستوى حي ‘’الجبل’’، بسبب انسداد البالوعات، خاصة أن الطريق يقع في منخفض، ما حرم العديد من تجار الجملة من دخول منطقة النشاط بالسمار. والوضعية نفسها عاشها سكان الأحياء القصديرية بحي سليبة وحي الرايس ببراقي وحي الرملي بالسمار وكذا حي الأكراد بالكاليتوس وحي فلوجة بالحراش، حيث عاش قاطنو هذه الأحياء ليلة بيضاء، حتى إن العديد منهم فضلوا المبيت في العراء تحت المطر خوفا من الموت غرقا داخل بيوتهم. كما هو الشأن ببعض الأحياء شرق العاصمة كبرج الكيفان ورويبة وهراوة، بالإضافة إلى الطرق السريعة على غرار طريق المطار الدار البيضاء والطريق السريع زرالدة- الدار البيضاء، حيث غمرتها المياه وعرقلت حركة المرور.
- See more at: http://www.elkhabar.com/ar/watan/375589.html#sthash.cUZMgEEW.dpuf