بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
السَّلام عليـكم ورحمةُ الله وبركَاته
الحديثْ الثَّاني والعشرين » مشرُوع بستان السُّنة
<< الحدِيث >>
عن ابن عُمر رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلَّم قال :
" الظُّلم ظلُمـات يوم القِيامة " - رواه البخاري .
<< حدِيثٌ مُشابِـه >>
عن أنس بن مالِك رضي الله عنه عن النّبي صلى الله عليه وسلّم قال :
" اتَّقوا دعوَة المظلُوم، وإنْ كان كافِرا، فإنَّه ليس دوُنها حجَاب "
المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 150
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
<< شَرحُ الحدِيثْ >>
عن ابن عُمر رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلَّم قال :
" الظُّلم ظلُمـات يوم القِيامة " - رواه البخاري .
* الظلم :هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة.
هذا الحديث فيه التحذير من الظلم ، والحث على ضده وهو العدل .. والشريعة كلها عدل، آمرة بالعدل، ناهية عن الظلم.
قال
تعالى: { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ } ، { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ } ، { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم
بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } فإن الإيمان –
أصوله وفروعه، باطنه وظاهره – كله عدل، وضده ظلم.
فأعدل العدل وأصله: الاعتراف وإخلاص التوحيد لله، والإيمان بصفاته وأسمائه الحسنى، وإخلاص الدين والعبادة له.
وأعظم
الظلم، وأشده الشرك بالله، كما قال تعالى: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ
عَظِيمٌ } وذلك أن العدل وضع الشيء في موضعه، والقيام بالحقوق الواجبة ،
والظلم عكسه فأعظم الحقوق. وأوجبها: حق الله على عباده: أن يعرفوه ويعبدوه،
ولا يشركوا به شيئاً، ثم القيام بأصول الإيمان، وشرائع الإسلام من إقام
الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وحج البيت الحرام، والجهاد في سبيل الله
قولاً وفعلاً، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.
والظلم ثلاثة أنواع :
النوع
الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله أو إشراك غيره معه في عِبادته ،
وهو ظُلم لا يغفره الله ، قال تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن
يُشْرَكَ بِهِ ".
النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع
الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم
والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه: " وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ
وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " [النحل:33].
النوع
الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس
بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع
غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار ، وهذا ظُلم لا يترُك اللهُ منه
شيئا .
<< صورٌ مِـن الظُلم >>
غصب الأرض: عن
عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:{ منْ ظلم قيد
شِبر منَ الأرْض طوَّقه مِن سبع أرْضين } [متفق عليه].
مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:{ مطل الغني ظُلم } [متفق عليه].
منع
أجر الأجير: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال:{ قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصْمهم يوْم القيامَة...،...، ورجلٌ
أسْتأجر أَجِيراً فاسْتوفىَ منه ولمْ يُعطه أجرَه } [رواه البخاري].
ونذكُر هنا قصة ذكرها أحدُ المشايخ في كلمة له في أحد المساجد بمكة، قال:
(
كان رجل يعمل عند كفيله فلمْ يعطه راتب الشهر الأوَّل والثانِي والثالثْ،
وهو يتردد إليْه ويلحُ لأنه في حاجة إلىَ النقود، ولهُ والدان وزوجة وأبناء
في بلده وأنَّهم في حاجة ماسة، فلمْ يستجب له وكأنَّ في أذنيه وقر،
والعياذ بالله
. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعو علي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده.
وفعلا
استجابَ لرغبته ودعا عليهِ عند الكعْبة بتحَري أوقات الإجابة، على حسَب
طلبه، وبريد الله عز وجل أنْ تكونَ تلك الأيَّام من أيام رمَضان المبارك "
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ "
[الشعراء:227]، ومرتِ الأيامُ، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيعُ
تحريك جسَده وانصبَّ عليه الألم صباً حتى تنَّوم في إحدَى المُستشفيات فترة
من الزَّمن ، فعلمَ المظلوُم بما حصل لهُ، وذهب يعاودهُ مع النَّاس. فلما
رآه قال: أدعوت عليَّ؟ قال له: نعمْ وفي المكَان الذي طلبتهُ منيّ. فنادى
على ابنِه وقال: أعطهِ جميع حقوُقه، وطلب منهُ السَّماح وأنْ يدعُو له
بالشّفاءْ ).
ومن الظُلم أيضاً الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد ، والسحر بجميع أنواعه ، و
عدم
العدل بين الأبناء ، و حبس الحيوانات والطيور حتى تموت وشهادة الزور وأكل
صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات والجيران
ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين ظلم، وطمس
الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل
ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق
ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر
والخفي.
<<أحاديثُ ضعيفة وموْضوعًة في الترْهيب منَ الظُّلم >>
*
الحديث الأوَّل : عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ( أوحى الله تعالى إليّ : يا أخا المرسلين ! يا أخا المنذرين أنذر
قومك فلا يدخلوا بيتا من بيوتي ولأحد من عبادي عند أحد منهم مظلمة , فإني
ألعنه ما دام قائما يصلي بين يدي حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها ، فأكون
سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويكون من أوليائي وأصفيائي ،
ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة ... )
>> قال الشيخ الألباني رحمه الله : "ضعيف" - "السلسلة الضعيفة" (حديث رقم/6308).
* الحديث الثاني : عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إياك ودعوة المظلوم فإنما يسأل الله تعالى حقه )
>> ضعَّفه الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الضعيفة" ، رقم (1697) .
* الحديث الثالث: ( ما من عبد ظُلم فشخص ببصره إلى السماء إلا قال الله عز وجل لبيك عبدي حقا ، لأنصرنك ولو بعد حين ... )
لم
نجده في كتب السنة والآثار ، وإنما تنقله بعض كتب الأدب ، أحيانا مرفوعا
من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحيانا من كلام بعض التابعين ، ككتاب "
نهاية الأرب " للنويري (6/37)، وكتاب : " المستطرف " (1/233)، فلا يجوز
التحديث به ، كما تحرم نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى يوقف له
على إسناد ثابت إليه .
* الحديث الرابع: ( يقول الله تعالى: اشتد غضبي على مَن ظَلَمَ مَن لا يجد له ناصرا غيري )
>> قال الشيخ الألباني رحمه الله: ضعيف جدا .
- المصدر : موقع الإسلام سُؤال وجواب -
<< القصاصُ يومَ القيَامة >>
العدل
هو ميزان الحكم يوم القيامة ، وقد حرَّم الله الظلم على نفسه وجعله بين
العباد محرما ، وهو يعلم سبحانه أن قيام المظالم كائنٌ ولا شك في الدنيا ،
بين الخلق كلهم : مؤمنهم وكافرهم ، إنسهم وجنهم ، عاقلهم وجاهلهم ، ولذلك
رصد لهم يوما يُقيم فيه الحقوق بموازين الحق والقسط ، فينتصف فيه للمظلوم ،
ويعاقب الظالم .
يقول الله عز وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ
الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن
كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا
حَاسِبِينَ ) الأنبياء/47
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَقْتَصُّ الْخَلْقُ
بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، حَتَّى الْجَمَّاءُ مِنْ الْقَرْنَاءِ ، وَحَتَّى
الذَّرَّةُ مِنْ الذَّرَّةِ ) رواه أحمد (2/363) وصححه محققو المسند ،
والألباني في "السلسلة الصحيحة" (1967)
فهو قصاص شامل وعام بين جميع الخلائق :
1- يقتص المؤمن المظلوم ممن ظلمه من الخلائق، مؤمنهم وكافرهم ، إنسهم وجنهم .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(
إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ
الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي
الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ
الْجَنَّةِ ) رواه البخاري (2440)
2- ويقتص الكافر المظلوم أيضا ممن
ظلمه من الخلائق : فيقتص من الكافر الظالم ، ويقتص من المسلم الظالم
المعتدي ، لعموم حديث أبي هريرة السابق : ( يقتص الخلق بعضهم من بعض ) .
* وفي هذا دليل صريحٌ على حُرمة التعدِي على الإنسان وإن كان كافراً .
3-
وتقتص الدواب بعضُها من بعض : وهي وإن كانت غير مكلفة ، إلا أن قصاصها
قصاص مقابلة واستحقاق ، كي يقام العدل الذي به تقوم السماوات والأرض .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(لَتُؤَدُّنَّ
الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ
الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ ) رواه مسلم ( 2582 ) والجلحاء :
التي لا قرن لها .
وروى أحمد في "المسند" (5/172) وحسنه المحققون ،
وكذا الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" تحت حديث رقم (1967) عَنْ أَبِي
ذَرٍّ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا ، وَشَاتَانِ تَقْتَرِنَانِ ، فَنَطَحَتْ
إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَأَجْهَضَتْهَا ، قَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهُ : مَا
يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ لَهَا ، وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُقَادَنَّ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ . أي
لَيُقْتَصَّنَّ لها ) يقول النووي في "شرح مسلم" (16/137) :
بل إن
الدواب تقتص من بني آدم يوم القيامة : يقول ابن حجر الهيتمي في "الزواجر"
(2/141) : " فهذا من الدليل على القصاص بين البهائم ، وبينها وبين بني آدم ،
حتى الإنسان لو ضرب دابة بغير حق أو جوَّعها ، أو عطَّشها ، أو كلفها فوق
طاقتها فإنها تقتص منه يوم القيامة بنظير ما ظلمها أو جوَّعها ، ويدل لذلك
حديث الهرة ، وفي الصحيح : ( أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَأَى الْمَرْأَةَ مُعَلَّقَةً فِي النَّارِ وَالْهِرَّةُ تَخْدِشُهَا فِي
وَجْهِهَا وَصَدْرِهَا وَتُعَذِّبُهَا كَمَا عَذَّبَتْهَا فِي الدُّنْيَا
بِالْحَبْسِ وَالْجُوعِ ) انظر : صحيح البخاري (745) ومسند أحمد (2/159) ،
وهذا عام في سائر الحيوانات ... " انتهى .
فيا أيها الظالم لغيره:
اعلم
أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: { اتقوا دعوة المظلوم
وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }.
فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:
لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً » فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه» يدعو عليك وعين الله لم تنم
فتذكر
أيها الظالم: قول الله عز وجل: " وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً
عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ
فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ
إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء " [ابراهيم:43،42] ، وقوله
سبحانه: " أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى " [القيامة:36].
وقوله تعالى: " سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44)
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ " [القلم:45،44].
وقوله صلى
الله عليه و سلم : {إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }، ثم قرأ: "
وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ
أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " [هود:102]، وقوله تعالى: " وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ " [الشعراء:227].
وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله.
تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك.
وتذكر
أيها الظالم: قول الرسول صلى الله عليه و سلم { لتؤدن الحقوق إلى أهلها
يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } [رواه مسلم].
والاقتصاص
يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: { من كانت عنده مظلمة
لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا
درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من
سيئات صاحبه فحمل عليه} [رواه البخاري].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: { أتدرُون ما المُفلس ؟ قالوا: المفلس
فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المٌفلس منْ أمَّتي من يأتي يَوم
القيامَة بصلاَة وصيَام وزكَاة، ويأْتي قدْ شتَم هذا، وقذَف هذَا وأكَل
مَال هذاَ، وَسفك دم هذا، وضرَب هذا، فيُعطى هذا منْ حسناتِه، وهذا منْ
حسناتِه، فإنْ فنيت حسناتُه قبْل أن يَقضى مَا علَيه، أخذ مِن خطاياهُم
وطرحَت عليْه، ثمَّ طُرح في النَّار } [رواه مسلم].
ولكن أبشر أيها الظالم:
فما
دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال صلى الله عليه و سلم: { إنَّ
الله تعالى يبسط يدَه باللَّيل ليتوُب مسيء النهار، ويبسطُ يدهُ بالنهار
ليتوُب مسِيء اللَّيل حتى تطلُع الشمْس من مغربهَا } [رواه مسلم].
وفي رواية للترمذي وحسنه: { إنَّ الله عزَّ وجل يقْبل توْبة العَبد ما لم يُغرغِر }.
ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط:
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود.
4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره.
ختاماً
نسأل الله أن يجعَلنا وإيَّاكُـم مظلُومين لا ظالِمين ، وصلَّى الله على
نبينَا محمَّد وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّم تسلِيماً كثيرا.
منقول للافادة من
لا تنسونا من صالِح دُعـاكم وجميع المُسلمين