<blockquote class="postcontent restore">


عندما
شدينا الرحال إلى قرية الطارف ببلدية جمورة شمال بسكرة قاصدين منزل الطفل
ثابت اعتقدنا أننا سنحاور طفلا نابغا في الحساب بقدر مستواه الدراسي وسنه
الطفولي، فاتضح أننا أخطأنا الاعتقاد لأن الطفل الذي نتحدث عنه يحمل في
ذهنه آلة حاسبة تجد الحل لكل عملية حسابية مهما كانت معقدة. ولذلك يطلق
عليه الكل اسم (الكالكيلاتريس).
يبلغ
الطفل ثابت من العمر 10سنوات يعد الخامس في ترتيب العائلة المتكونة من7
أبناء نجح مؤخرا في امتحانات الانتقال إلى المتوسط بمعدل 9 محتلا المرتبة
الثالثة على مستوى مدرسته، أما في العمليات الحسابية فيحتل المرتبة الأولى
بلا منازع من بني البشر. اكتشف نبوغه ابن عمه المعلم الذي كان يطرح عليه
مسائل في الحساب في العطل الأسبوعية فكان يجيب عنها بسرعة في أي نوع من
أنواع العمليات الحسابية الأربع دون الاهتداء إلى الآلة الحاسبة وللتأكد
من حقيقة نبوغه طرحنا عليه عمليات حسابية في الضرب والطرح والقسمة، فأجاب
عنها بإجابات صحيحة تأكدنا منها بالآلة الحاسبة التي كانت بين يدي ابن عمه
محمد. كل ما يفعله ثابت هو تسجيل العملية في ذهنه والتفكير برهة كما لو
أنه تائه في عالم آخر ثم يجيب دون خطأ الأكثر، من ذلك إنه يستخرج عمليات
حسابية لناتج معلوم مثلا الناتج 6302 نحصل عليه بعملية ضرب العدد 1575.5 في
العدد 4 هكذا أجاب ليبعث فينا دهشة زادت أكثر حينما طلبنا منه قسمة العدد
8040 على 12 لينطق بالجواب الصحيح في لمح البصر تأكدنا من خلالها أننا
أمام طفل ينطبق عليه اسمه، فهو ثابت في سلوكه ويتميز بالرزانة مع مسحة خجل
تنتابه حين يلتقي مع شخص لا يعرفه.

أردنا
تعجيزه بطرح عملية قسمة العدد 26931 على 830 لكننا فشلنا أمام تحديه لنا
بإجاباته الصحيحة مع ذكر الفاصلة أو العدد العشري والباقي كررنا المحاولة
هذه المرة بطرح عملية طرح العدد 12653من العدد 90321 فتحدانا مرة ثالثة
ورابعة ولو واصلنا معه المباراة لسجل علينا أهدافا بقدر العمليات التي
سنطرحها عليه، ولذلك أنهينا المباراة مستسلمين أمام هذا النبوغ الخارق
الذي يتمتع به صاحب الربيع العاشر في وقت نعجز فيه نحن الكبار كبر
مستوياتنا في الحساب والرياضات عن حل أبسط عملية أو ربما فينا من لم
يحافظ على ما حفظه من جدول الضرب. ومن باب الفضول حولنا الولوج إلى أغوار
مخّه لنكتشف ما فيه من آلات تحسب وتعيد الحساب لتجد الحاصل الصحيح. سألناه
عن ذلك فقال .. أشاهد الأرقام مرتسمة في خيالي وأجري العملية كما لو أنني
اكتب على لوح أو ورق . فتخيل أيها القارئ الكريم ذهن هذا البريء الذي يكبر
بكثير سنه الطفولي، إنه الطفل ثابت ثابت ابن قرية الطارف ببلدية جمورة
الذي لا تفوته فرصة تصفح الصفحات الرياضية لجريدة الشروق المفضلة لدى سكان
جمورة والمفضلة جدا لدى جنرال العمليات الحسابية الذي يتمنى أن يصبح
جنرالا في المستقبل أو أمنيته التي ختمنا بها الحديث إليه.
</blockquote>