نجم الجزائر المدير العام
البلد : الجزائر تاريخ الميلاد : 12/01/1994 الْمَشِارَكِات : 10301 السٌّمعَة : 569 الإنتساب : 15/08/2011
| موضوع: سنوات خداعات 23/5/2013, 11:09 am | |
| سنوات خداعات
الحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة و كسر به ظهور الأكاسرة و قصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور و من أنس العشرة إلى وحشة الوحدة و من المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من القصص التي آثرت الحضارة الصينية أن توصلها لنا قصة بائع السلاح الذي يستغل حاجة الناس ليبيعهم الموت فقط فحاجة القوي الهجوم على غيره و حاجة الضعيف الدفاع عن أهله إن كان في زمن كثرت فيه الحروب تاجر ينادي بالسوق هذه حربة تخترق كل الدروع و هذا ترس لا يخترقه أشد السيوف و هكذا الناس في حاجتها تهب له لتشتري إلى أن مر حكيم بهم و رأى لهفة الناس على شراء الموت بمالهم فقال له إن كانت هذه الحربة تخترق أي درع و هذا ترس لا يخترقه أي سيف فدعهما يلتقيان لترى الناس جودة سلعتك هناك من الناس من يروج للتناقض و الغريب من يصدقهم بل يشتري من عندهم هذا التناقض بكل مالهم و لا ندري قدرتهم على إقناع الناس بكذبهم والأكثر غرابة كيف الناس تصدقهم تناقض في تناقض فقط و هناك من يولي أموره و حياته من هو ليس بالجدير حتى بتسيير حياته الشخصية كمثل قرية نائية في أعلى جبل أهلها جاهلون لدرجة أنهم بالكاد يكتبون أسمائهم فجاءهم بيطري متربص ليرى ما لهم من أمور حيواناتهم فولوه صحتهم وأصبح يعالجهم و صدق نفسه أنه طبيب للناس و ليس للحيوان فزاد جهلا عليهم إلى أن ملكهم نفسه وأصبحت الناس لا تسير بجهلها إلا بأمره و فذهب ما تعلمه مهب الريح بذهاب خلقه فسدت نفسه فقد بلقب لم يكن من حقه لقبه جهال في العلم فأصبح أجهل منهم طغت النفوس تنشد ألقابا و تجارة و مناصب و نسبا لم يكن حتى موجودا يزرعونه في نفوس الناس الجاهلة التي تريد حاجة أمانا و علما و صحة و سلاما فأصبح من يحاول إصلاح أمورهم و تنبيهم لسوء أولائك التجار مهما كانت حالتهم و غايتهم فهم مثلهم يبغون الفائدة لأنفسهم و ذكرهم على كل لسان كأن المال و المعرفة هم منبعها يقتلون و يصلبون و يهانون و تطع أجسادهم بأمر من مالكي المعرفة الوهمية إلى أن تظهر الحقيقة حقيقتهم فجأة و يفضح أمورهم فيهربون و يتوارون عن الأنظار فعندها لن يفيد الندم ابدا أبدا فتراهم كالمجنون الذي هزت نفسه مصيبة العار فيغسل نفسه بالتراب ليته يتطهر من عاره لكن لن يعود من أحبوه للإقتراب منه فقد اصبح أكثر وسخا و قذارة ممن كان سبب اتساخه بين بائع الحربة والدرع و بين الحكيم و الجاهل ما نزال نرى تلك الحكم أمام أعيننا و وصلنا لحديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن آخر الزمان وهو خير ما أختم به هذا المقال"تأتي على أمتي سنوات خداعات يكذب فيها الصادق و يصدق فيها الكاذب و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين"هكذا الحال الذي وصلنا إليه و ما علينا إلا أن نبتعد و نعتلي أي شجرة هاربين من هذا الزمان الذي فقدت فيه الثقة حتى بأخ الدم يخالجني سؤال واحد فقط و لكم في الباقي حر القلم إن رايتم قريبا عزيزا يصدق كاذبا أفاقا مداهنا متلونا تلون الحرباء و ليس عندكم دليل ماذا تفعلون حتى يصدقكم |
|