نجم الجزائر المدير العام
البلد : الجزائر تاريخ الميلاد : 12/01/1994 الْمَشِارَكِات : 10301 السٌّمعَة : 569 الإنتساب : 15/08/2011
| موضوع: مذكرات أحمد طالب الإبراهيمي 24/7/2012, 9:36 pm | |
| (الصورة ماخوذة من المنتقد) مذكرات أحمد طالب الإبراهيمي: أحلام ومحن (1932-1965) نشر يوم 06- 12- 2006 "بطريقة قال عنها أروِ ولا أعلم ما كان شاهدا عليه أو طرقا فيه مستدركا أنه لا يروي كل شيء بل عمد إلى حذف بعض المقاطع يقينا منه كما قال بأنها أقرب إلى السيكولوجيا منها إلى التاريخ وإلى تصرفات الأفراد منها إلى التطور الاجتماعي. بهذا استهل الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي كتابه مذكرات جزائري في جزئه الأول (1932-1965) الذي جاء تحت عنوان : "أحلام ومحن" ومن إصدار دار القصبة للنشر. ونظرا لخصوصية هذا النوع من الكتابات فقد جاء الاعتماد على الذاكرة وعلى مجموعة ملاحظات كان قد سجلها المؤلف بهذه المناسبة أو تلك كانت مساعدة على تدقيق التواريخ وأسماء الأماكن والإعلام، كما لجأ إلى بعض الأصدقاء من الجزائر وخارجها من الذين قاسموه حياة الجامعة أو السجن لتصحيح معلومة أو تدقيقها حسب المؤلف دائما. الفصل الأول من الكتاب جاء تحت عنوان: "طفل في تلمسان" 1932- 1945 استهله باستعراض سجل عائلته في العلم ومقاومة المحتل بعد أن عاد إلى انتمائها الذي يعود إلى قبيلة أولاد إبراهيم ومعتمدا على ما جاء في بطاقة تعريف والده المؤرخة في 1938، وأمه التي تنحدر من أصول تركية فقد ولدت في تونس سنة 1904 وهاجر مع أسرتها إلى المدينة المنورة، وهنا تعرف والده على جده من أمه وفي دمشق تزوج منها سنة 1919. بعد أن أسندت مهمة الإشراف على نشاطات جمعية العلماء المسلمين في الغرب إلى والده الشيخ البشير الإبراهيمي سنة 1933 فاختار تلمسان مقرا لعمله ولهذا ارتبطت ذكريات طفولته بهذه المدينة حيث عاش الفترة 1933 إلى 1941 ومن 1942 إلى 1945، يتكلم عن هذه الفترة وكيف كان يحضر مع والده التجمعات بمناسبة المولد النبوي الشريف يستمع لدروسه وأن عمله كان يشمل عدة مدن كمغنية وبلعباس ووهران ومعسكر حيث كان يحث السكان على فتح المدارس والمساجد والنوادي الثقافية، هذا العمل أثار ضغينة الإدارة الفرنسية وأدت إلى تعرضه إلى العديد من الاستفزازات بل حتى محاولة الاغتيال كما حدث في معسكر. وفي سنة 1936 يقول غادرنا بيت أغادير الهادئ الفسيح لنقيم في وسط المدنية بالقرب من مسجد سيدي ابراهيم المصمودي. وبالإضافة إلى مواصلة الدروس فإنه يقول أيضا أنه بعد درس التفسير كان يجمع أتباعه من أجل تجسيد مشروع بناء دار الحديث المجمع التربوي والديني تيمنا بالمدرسة التي تحمل نفس الاسم في دمشق التي أسسها نور الدين زنكي. ويتذكر في هذه الفترة زيارات الشيخ بن باديس لوالده وكيف كانا يسهران طويلا، ويضيف بأنه هناك زائر آخر يأتي مرتين في السنة على الأقل وهو إبراهيم الكتاني مبعوث حزب الاستقلال المغربي حيث كان يستقبله في البيت بعيدا عن أعين الإدارة الفرنسية وكيف كان يخبره بنشاطات حزب الاستقلال وزعيمه علال الفاسي والجهود الإصلاحية للشيخ محمد بلعربي العلوي. كما تحدث في هذا الفصل أيضا كيف عاش هو المرحلة الانتقالية بين المدرسة القرآنية التي لم يحفظ فيها إلا قصار السور وإلحاقه بالمدرسة الفرنسية عام 1937 رغم أن والدي كان معارضا كما يقول بسبب محتواها والشيخ بن باديس هو الذي أقنعه بفوائد تعلم الفرنسية وبأنها تساعد في الكفاح مستشهدا بمثال الأمين العمودي الذي برع في اللغتين وأفاد بذلك الجمعية. ثم يصور الصدمة التي عاشها وجعلته يكتشف بشكل عنيف الظاهرة الاستعمارية وهو في مرحلة الطفولة في 10 أبريل 1940 لما اقتحمت الشرطة الفرنسية البيت لاعتقال والده واقتياده بعنف، ثم حدث غلق دار الحديث ثم وضع والده تحت الإقامة الجبرية بأفلو مطلع 1940. وعندما بدأوا السماح للعائلة أن تزوره يقول أنه بعد صلاة الفجر من كل يوم كان والدي وإخوتي يتلون جزءا من القرآن الكريم ثم نجلس حول المائدة يحمل كل واحد منا كراسا وكان والدي يملي علينا آية قرآنية أو حديثا أو أبياتا من الشعر ثم يخوض في تعليقات على أما أملاه متبوعة باستطرادات فلسفية وأخلاقية وتاريخية مقرا بعد ذلك بالقول أعتقد أنني مدين إلى هذه الفترة فيما تعلمته بالعربية. ويعتبر أنه في الفترة ما بين 42-1945 بدأ اهتمامه بالسياسة يزداد نموا إلى أن بلغ أوجه خلال أحداث 08 ماي 1945 وكيف كانت هذه الأحداث مثار حديثهم كتلاميذ في دار الحديث وثانوية دي سالان، وتأكدت قناعة أنه إذا كانت فرنسا تملك القدرة على القمع فمن واجبنا أن نصمد ونقاوم. الفصل الثاني جاء تحت عنوان مراهق في العاصمة 45-1949: حيث بوفاة الشيخ ابن باديس تولى والده رئاسة الجمعية وانتقلت العائلة إلى العاصمة وهنا تعرف على شخصيات بارزة مثل حسين لحول، أحمد بودة، فرحات عباس، أحمد بومنجل، عمار أوزجان وغيرهم، كما يقول عن نفسه أنه في هذه الفترة كنت شغوفا بالمطالعة خاصة وأني كنت محاطا بالكتب وفي هذه الفترة أيضا مررت بتجربة زهد صوفي أو بالأحرى ورع مغالى فيه، وعن اختياره لدراسة الطب يقول أن الكتابان اللذان ساهما في توجيهه نحو هذا العلم هما مدخل إلى دراسة الطب التجريبي لكلود برنارد والإنسان ذلك المجهول لألكسيس كاريل. وعن تجربته الصحفية الأولى يقول شرعت في كتابة مقالاتي الأولى بالعربية أملا في نشرها في البصائر لكن والدي كان يرفضها ويوصيني قائلا: قبل أن تكتب يجب أن تحسن القراءة وقبل أن تتكلم يجب أن تحسن الإصغاء، ليتحدث بعد ذلك عن الآلة الراقنة أوليفيتي التي أحضرها والده إلى البيت وكانت عربية والتي حولته من ابن إلى سكرتير لوالده خلال سنوات 1948-1952 حيث كان والده يملي عليه مراسلاته التي يبعث بها إلى مراسليه الموزعين عبر العالم ذاكرا أسماء كل من شفيق معلوف في ساوباولو، والمستشرق عبد الكريم جرمانوس في بودابست، وراعي العلماء والأدباء محمد نصيف في جدة، والكاتب طه حسين في القاهرة، لكنه يأسف لعدم عثوره بعد استعادة الاستقلال على نسخ من هذه المراسلات. وفي دراسته للطب أيضا يقول حين اخترت هذا التخصص أهداني والدي كتابا لا يقدر بثمن هو طبعة من القانون لابن سينا منشورة في روما سنة 1593 وحين سلمني الهدية علق قائلا: من خلال هذه الموسوعة العظيمة سوف تدرك أن أجدادك ساهموا مساهمة لا يستهان بها في بناء صرح الحضارة الإنسانية حتى في الميدان الذي اخترته. الفصل الثالث عنونه في رحاب جامعة الجزائر 46-1954: الشباب المسلم رحلات نحو الغرب والشرق: استهل هذا الفصل بالإقرار أن الطلبة الجزائريين كان عددهم لا يتجاوز عشر مجموع الطلاب البالغ عددهم خمسة آلاف طالب في جامعة الجزائر ويعيشون في وسط مغلق ومع ذلك كانت هناك مجموعتان صغيرتان نشيطتين ومهيكلتين جيدا وهما الشيوعيون والمسيحيون اليساريون، ويقول كانوا يدعونني إلى بعض المناظرات لعل أسخنها نقاش حول الأمة الجزائرية "بينما الشيء الوحيد الذي كان يعيبه على الطلبة المسيحيين هو أن إرادتهم لفهم الجزائر العميقة وقعت إلى حد كبير تحت تأثير شباب جزائري نأى بنفسه عن الإسلام، قبل أن يسرد أمثلة عن عنصرية بعض الأساتذة تجاه الفرنسيين ويكتشف فرنسا سنة 1950 عندما يرافق والده للعلاج ويكتشف أيضا أن فرنسيي فرنسا أكثر طبيعية وأقل توترا من فرنسي الجزائر فهناك يخاطبك الناس مخاطبة الند للند. ويذكر عن والده أيضا أنه في سنة 1951 سافر مرة أخرى إلى باريس للقاء وفود البلدان العربية والإسلامية المجتمعة بمناسبة انعقاد دورة الأمم المتحدة واقترح عليها تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة القادمة للأمم المتحدة، ليستدعى ابتداء من 07 مارس 1952 لزيارة بعض البلدان العربية كتب لها أن تستمر عشر سنوات. ويتحدث عن جو دراسته بالجامعة فيقول كنا نصدم بلا شك بجدار من اللامبالاة والاحتقار لكننا نحن أيضا نفتقد إلى الليونة ورحابة الصدر ولا أذكر أنني ناقشت مشكلة بعمق مع زميل أوربي، ومن جهة أخرى كانت المشاكل المهمة التي لها صلة بمستقبل البلاد لا تطرح للنقاش لأنها تدخل ضمن المحرمات، وأما ما يسميه بالمفارقة يقول بدأت في التفكير جديا في رد الفعل وخلصت إلى نتيجة وهي أن أفضل طريقة للدفاع هي إنشاء جريدة باللغة الفرنسية تكو ن بالمقابل وسيلة للتأصيل ومن ثمة وسيلة للتحرر وعرضت المشروع على الشخصيات الثلاث التي كانت تدير جمعية العلماء في غياب والدي (العربي التبسي ومحمد خير الدين وأحمد توفيق المدني) فوافقوا عليه، وهكذا صدر العدد الأول من le Jeune musulman في 06 جوان 1952 التي انضم إليها فيما بعد شخصيات مثل مالك بن نبي وعبد العزيز خالدي والهاشمي التيجاني وإسلام مدني، ليتعرض بعدها للسجن أكثر من شهر ويقول مثلت أمام المحكمة العسكرية وإني لمدين بإطلاق سراحي إلى التدخل الحازم لفرحات عباس الذي كان آنذاك نائبا في المجلس الجزائري وفي يوم 22 أوت 1953 يقول وصلت القاهرة وكلف والدي الذي كان في الحج طالبا مصريا وهو علي عفيفي ليرشدني فزرت معه مقر "الإخوان المسلمين" حيث استقبلني المرشد العام نفسه حسن الهضيبي وكذلك مسؤولو الفروع المختلفة (طلبة وعمال وفرع الاتصال بالعالم الإسلامي) إضافة إلى حضوره عدة أنشطة أخرى.. ويضيف كان والدي يغتنم كل الفرص التي كانت القاهرة تتيحها له للتعريف بالقضية الجزائرية قبل أول نوفمبر 1954 أو بعده، وكان يحاضر في مقر "الإخوان المسلمون" وكان يجلس في الصف الأمامي كل من حسن الهضيبي وسيد قطب وعبد القادر عودة وعبد الحكيم عابدين وسعيد رمضان ومحمد الغزالي، كما يذكر استقبال عبد الناصر لوالده وتعرفه على بعض أعضاء مجلس الثورة. وبعودته للجزائر في 1953 عاد ومعه أمل التحرر من الاستعمار بعد أن فتحت له رحلته إلى مصر باب الأمل في مستقبل أفضل لبلدي كما يقول وبدا له التحرر ممكنا وقريبا لأنه على حد قوله يندرج في مسيرة شاملة لتصفية الاستعمار كانت جارية ولأننا نملك قاعدة خلفية هي العالم العربي الإسلامي ومنارته هما القاهرة وباكستان. كما يذكر استقبال الشيخ محمد نصيف له ووالده وهما في الطريق لمكة لأداء فريضة الحج وما بعثت فيه من أحاسيس وانفعالات روحية وفكرية وسياسية، في وقت كان والده في انتظارهم في دمشق وهناك كما يقول تعرفت على أصدقائه مثل بهجت البيطار وزين العابدين بن الحسين ومصطفى السباعي زعيم الإخوان المسلمين في سوريا، ليعرج فيما بعد على تركيا التي قضى فيها أسبوعا في اسطنبول وكانت الطائرة التي حملته من بيروت مكتظة بحجاج أتراك عائدين من جدة يصف المشهد فيقول يا له من ورع لم يفلح كمال أتاتورك في إخماد إيمان الشعب التركي أو حتى إضعافه. وعند عودته للجزائر يخبره صديقه أنه حول ملفه من كلية الطب بالجزائر إلى باريس وأن أباه لن يوافق على ذلك إلا إذا سافرنا معا ويقول نجحت بصعوبة في إقناع والدي بذلك. |
|
NONOU ABDELALI عضو نشيط
البلد : الجزائر تاريخ الميلاد : 26/07/1997 الْمَشِارَكِات : 66 السٌّمعَة : 16 الإنتساب : 22/08/2012
| موضوع: رد: مذكرات أحمد طالب الإبراهيمي 24/8/2012, 7:33 pm | |
| بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز وفي انتظار جديدك الأروع والمميز لك مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب |
|