الرحبة
عضو متالق
البلد : الجزائر
 
 تاريخ الميلاد : 10/10/1961
 الْمَشِارَكِات : 3047
 السٌّمعَة : 7
 الإنتساب : 24/03/2014
sms : الجرائد الجزائرية
 |  موضوع: قنبلة موقوتة قرب الجزائر الأحد, 30 مارس 2014 31/3/2014, 8:17 am | |
| قنبلة موقوتة قرب الجزائر
الأحد, 30 مارس 2014
تحوّلت الجارة الشرقية للجزائر ليبيا من شقيقة تحمي (ظهر بلادنا) إلى أكبر مهدد لأمنها واستقرارها من خلال المناخ الأمني الجديد الذي تشهده منذ شهور عديدة، وهو المناخ الذي جعلها تغرق في الفوضى الأمنية وتصبح (مفرخة) للمليشيات والجماعات الإرهابية، لتكون بذلك أخطر قنبلة موقوتة قرب الجزائر·
ليبيا تنزلق بشكل متسارع نحو المزيد من الفوضى والانفلات الأمني في ظل سيطرة الميليشيات المسلحة
على المشهد السياسي والعسكري فيها، والذي ظهر أخيرا في عمليات الاغتيالات السياسية التي طالت ضباطاً في الجيش وأجهزة المخابرات، واختطاف رئيس الوزراء علي زيدان· وقد توهم الليبيون ومعهم العرب أن الشعب الليبي أنجز ثورة حقيقية عندما أسقط نظام العقيد القذافي وجدت نفسها أن طريق الحرية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية التي وعد بها المجلس الوطني الانتقالي هي بعيدة المنال في ظل عملية استبدال سلطة الديكتاتور الراحل بسلطة الميليشيات المسلحة· ورغم إجراء أول انتخابات ديمقراطية في العهد الجديد إلاّ أن الحكومة الليبية الجديدة تبدو عاجزة عن بناء الدولة الجديدة، وهي تصطدم بسلطة الميليشيات المسلحة القبلية والدينية التي تتناقض استراتيجياتها مع بناء الدولة المدنية، وترفض رفضاً قاطعاً بناء أجهزة الدولة الجديدة من جيش وطني، وأجهزة أمن، وشرطة، باعتبارها أجهزة الدولة الجديدة التي يجب أن تحتكر لوحدها حق استخدام السلاح· وما انفكت التقارير العربية والدولية تتحدث عن العنف الميليشياوي الذي يمارس ضد المجتمع الليبي برمته، وضد أنصار العقيد القذافي، إلى درجة أن ليبيا تحولت من الناحية العملية إلى ملاذ آمن لتنظيم القاعدة، يصدر الإرهابيين إلى باقي الدول العربية، ودول الساحل الإفريقي، الأمر الذي يزيد من حرج الحكومة الليبية المنتخبة· ولا شكّ أن ليبيا مازالت تمر بمرحلة انتقالية صعبة بعد أن ورثت مؤسسات دولة ضعيفة وفي ظل غياب الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وفشل المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الليبية الحالية في كبح جماح الميليشيات المنتشرة في كامل التراب الليبي، والتي تمارس عمليات النهب المنظمة لثروة الشعب الليبي من نفط وغيره، وهذا ما يجعل الشعب الليبي يعيش مع تركة قاسية جدا·
وتُعدّ الميليشيات الخارجة عن القانون التحدي الأكبر في ليبيا ما بعد القذافي· وتريد الميليشيات المسلحة أن تمارس شريعة الغاب في ليبيا، لاسيَّما إزاء 8 آلاف معتقل من أنصار العقيد القذافي، معلن عنهم يتوزعون في 60 مركز اعتقال في أنحاء البلاد· وترفض هذه الميليشيات تطبيق القانون على هؤلاء المعتقلين· ويتخوف المجتمع التونسي، ومعه المجتمعات المغاربية، وكذلك المجتمع الدولي من الوضع الأمني الداخلي في ليبيا الذي تهيمن فيه الميليشيات القبلية والإسلامية، بل يذهب خوفه الأكبر إلى الأسلحة والمتفجرات المنتشرة على الأراضي الليبية والتي يتم تهريبها إلى تونس، والجزائر عبر دول الجوار من تشاد إلى مالي والنيجر ونيجيريا وغيرها· والمشكلة الحالية التي بات تقلق الشعب التونسي، تكمن في إمكانية وصول الأسلحة المهرّبة من ليبيا إلى مجموعات إرهابية مثل تنظيم (أنصار الشريعة) الذي يقوده أبو عياض التونسي والمرتبط عضويا بتنظيم (القاعدة والمغرب الإسلامي) و(بوكو حرام) النيجيرية، وغيرها من التنظيمات الإجرامية)· و في عهد الميليشيات المسلحة تحولت ليبيا إلى بؤرة للإرهاب تهدد شمال إفريقيا كله، من تونس إلى المغرب مرورا بالجزائر وموريتانيا، ويتحمل الغرب المسؤولية التاريخية عن واقع ليبيا الحالي· إن ليبيا في ظل الحكومة العاجزة، التي لا تحكم حتى في العاصمة طرابلس، أصبحت برميل البارود الذي يهدد بالانفجار في أي وقت، لأن الميليشيات المسلحة ترفض الانصياع لمنطق الدولة، وتريد إعادة تقسيم السلطة بين الميليشيات المسلحة، الأمر الذي يجعل ليبيا مهددة بالتقسيم إلى دولتين أو ثلاث دول، لا سيّما وأن بعض القبائل بدأت ترسم حدود هذه الدويلات·
"شهد شاهد من أهلها"
كان رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان قد حذر من سعي التنظيمات الإرهابية والمسلحة لتحويل ليبيا إلى ملجأ للإرهابيين، وإفشال عملية إعادة بناء البلاد·
قال زيدان في مقابلة مع صحيفة (التايمز) البريطانية، إن ليبيا قد تصبح مركز تنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية في الجزائر وتونس وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا، وإسبانيا وفي أي مكان· وأضاف زيدان أن السلاح منتشر في كل مناطق ليبيا، مشيرا إلى أن تنظيمات ارهابية تستفيد من الانقسامات في المجتمع الليبي، وتابع أن: (هذه الجماعات تريد ألا تكون في ليبيا حكومة مدنية، وأن تكون هناك دولة قانون، هم يريدونها على صورة ما يجري في أفغانستان)· من جهة أخرى، كشف تقريرٌ أُمميّ في وقتٍ سابق عن أن المُجمّعات الصاروخية التي كانت تملكها قوات الدفاع الجوي الليبيّة نقلت إلى الدول المُجَاورة· وكشف رئيس الهيئة الفديرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ألكسندر فومين أن حلف (الناتو) طلب من روسيا المُساعدة في العثور على المجمّعات الصاروخية المحمولة المُضادة للطائرات من طراز (إيغلا) التي اختفت في ليبيا· وقال فومين في مؤتمرٍ صحفي عُقَد على هامش معرض الطيران والفضاء الدولي (فيداي ـ 2014) بتشيلي: قصفوا البلاد وتغاضوا عن ضرورة إعادة الاستقرار إليها وانتشرت المجمّعات الصاروخية المحمولة في العالم برمّته ووقعت في أيدي الإرهابيين، وذلك ليس ذنب روسيا، بل هو ذنب الأطراف التي قامت بالقصف· هذه هي الديمقراطية التي ينشرها حلف الناتو· الآن يطلبون منّا المُساعدة في العثور على إيغلا)· وكشف تقريرٌ أمميّ في وقتٍ سابق عن المجمّعات الصاروخية التي كانت تملكها قوات الدفاع الجوي الليبية قد نقلت إلى الدول المُجاورة· ولم يستبعد التقرير وقوع هذه الأسلحة في أيدي الإرهابيين· وحذّرت اللجنة الأممية التي أعدّت التقرير من احتمال تهريب الصواريخ المُضادة للطائرات التي تُطلق من على الكتف، إلى تشاد ومالي وتونس لبنان·
دعوة إلى إنشاء وحدات عربية لمكافحة الإرهاب
قال الدكتور عادل عبد الكافي، الخبير العسكري الليبي، إن بلاده أصبحت دولة مستباحة للجماعات المسلحة الإرهابية، مشيرا إلى أنه لابد من تجفيف منابع تمويل هذه الجماعات المتطرفة، وأكد أنه كان يتوقع الوصول إلى اتفاقيات عربية بين رؤساء الدول خلال القمّة العربية المنعقدة بالكويت، لكن ذلك لم يحدث، مشيرا إلى أن يتمنى من الدول العربية إنشاء وحدات خاصة لمكافحة الإرهاب على غرار ما تم في مصر لمحاولة القضاء على العنف· وأضاف عبد الكافي خلال حواره مع الإعلامية إيمان الحصري في برنامج (90 دقيقة) المذاع على قناة (المحور) أن استهداف المصريين المسيحيين فى ليبيا ليس متعمدا والدليل على ذلك استهداف الجماعات الإرهابية لجنسيات أخرى مثل السوريين واليمنيين· وللإشارة، فقد أثار الإعلان عن شنّ الحرب على الإرهاب وطلب المساعدة الدولية الذي اتخذته حكومة عبد اللّه الثني الأسبوع الماضي من مدينة (غات) غضبا متزايدا لدى الإسلاميين، حيث ذكر أعضاء المؤتمر الوطني العام من الكتل ذات التوجه الإسلامي وبعض المتشددين أن الحكومة و قبل إصدار ذلك الإعلان لم تتشاور معهم· وأرجعت بعض الأطراف أن المؤتمر الوطني العام لا يستطيع المجاهرة بمعارضته لقرار محاربة الإرهاب الذي اتخذته حكومة الثني لئلا يُعتبر ذلك تعاطفا ومساندة منهم للجماعات المتطرفة·
ع· صلاح الدين / وكالات
***************منقول جريدة اخبار اليوم31-03-2014 ******** |
|
