العين.. هذه الجوهرة الكروية التي يبلغ طول قطرها 2.5 سم تقريباً قادرة على التحرك الحر بمساعدة عضلات طولية وعرضية، وهي تلتقط الضوء الذي تعكسه المرئيات، ومن ثم تقوم شبكية العين بتحويل الموجات الضوئية إلى ومضات كهربائية تنتقل إلى الدماغ عبر الأعصاب البصرية.

على الرغم من أن موقع العين يؤمن لها الحماية بنسبة كبيرة من معظم الأخطار في الحياة اليومية، إلا أن البشرة المحيطة بها عبارة عن طبقة رقيقة وحساسة جداً، مما يعرضها للتأثر بشدة لأشعة الشمس وبالذات الأشعة فوق البنفسجية.

في داخل العين، تقوم العدسة والقرنية الشفافتان بتصفية أو فلترة الأشعة فوق البنفسجية، لكن مع مرور السنين والتقدم بالعمر تتضرر العدسة وتكتسب لوناً أقرب إلى الأصفر وتصبح عرضة للإصابة بإعتام العين (الكاتاراكت).

ومع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف يزداد استهلاك الكريمات والسوائل التي تساعد على حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية، لكن العيون، وهي الأكثر تأثراً وتعرضاً للضرر من هذه الأشعة، لا يمكن استخدام الكريمات والسوائل معها كما تقول المتحدثة الرسمية باسم الأكاديمية الأميركية لطب العيون الدكتورة آن سومرز.

الحل الوحيد لحماية العينين كما تقول طبيبة العيون، يكمن في استخدام النظارات الشمسية المناسبة، لكن المشكلة هي في صعوبة فهم الكثير من المصطلحات المتعلقة بالنظارات الشمسية لأن أي خطأ يمكن أن يعرض العيون للعديد من المشاكل الصحية المعقدة من بينها المياه الزرقاء وربما العمى.

من أجل تجزئة الغموض المحيط بهذه المسألة لا بد أولاً من معرفة الأجزاء الرئيسية للعين، وماذا يحدث حين تتعرض هذه الجوهرة لأشعة الشمس بصورة مباشرة أي من دون نظارات، ومن ثم كيف نختار النظارات الشمسية الأفضل لحماية عيوننا بعد استشارة الطبيب المختص طبعاً.

 

الجفون

تتألف البشرة المحيطة بالعين، خاصة الجفون، من طبقة رقيقة جداً من الخلايا، ومع مرور السنين وما تحمله من التعرض المتكرر للأشعة فوق البنفسجية، واحتمالات الإصابة بالحَوَل، تتكون التجاعيد وبعض البقع الملونة في هذه المنطقة الحساسة مع احتمال الإصابة بسرطان الجلد.

 

بياض العين

يمكن أن تسبب أضرار أشعة الشمس حالة تسمى الشحمية، أي ازدياد كثافة الملتحمة وهي غشاء شفاف يغطي بياض العين، مما يفتح المجال لتكوّن بقع صفراء في العين.

يقول الأطباء إن مثل هذه الحالة لا تشكل أي خطر معروف لحاسة البصر، لكنها يمكن أن تسبب بعض الهيجان والالتهاب في منطقة العين.

ومن المحتمل في هذه الحالة أن تزداد كثافة الملتحمة نفسها وتتكون حالة جديدة تسمى ظفر العين التي يمكن أن تسبب حجب الرؤية.

 

القزحية

قرص ملون مسؤول عن لون العين، توجد في منتصفه فتحة تسمى الحدقة يتغير قطرها حسب كمية الضوء الداخل إلى العين.

يعتقد المتخصصون في طب العيون أن أصحاب العيون الزرقاء أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالضمور البقعي أي تحلل البقع الصفراء في العين. وعلى الرغم من أن السبب غير معروف حتى الآن، فهم ينصحونهم بحماية عيونهم وذلك باستخدام النظارات الشمسية.

 

الشبكية

من المعروف أن الشبكية عبارة عن طبقة من الأنسجة والخلايا شديدة الحساسية تحيط بمؤخرة العين، ومع مرور السنين والتقدم في العمر قد تصاب الشبكية بما يسمى الضمور البقعي الذي يؤدي الى عدم وضوح الرؤية وربما نشوء ما يسمى البقعة العمياء. وهناك أكثر من نظرية تربط بين الأشعة فوق البنفسحية والضمور البقعي.

 

العدسات

يوجد خلف القزحية عدسات كريستالية مهمتها المساعدة في تركيز الضوء على الشبكية، لكن يحدث أحياناً أن تتكون على هذه العدسات ما يشبه الغمامة تعرف بإعتام عدسة العين (الكاتاراكت) ويؤكد المتخصصون العلاقة بين هذه الحالة والأشعة فوق البنفسجية للشمس.

يؤكد أطباء العيون أيضاً أن عمليات إزالة إعتام عدسة العين باتت شائعة وتحقق نجاحاً يفوق الـ %99.9، لكن في الإمكان تجنب الإصابة بالكاتاراكت لأطول فترة ممكنة بحماية العين من هذه الأشعة باستخدام النظارات الشمسية وباعتمار قبعة تحمي العين من التعرض المباشر لأشعة الشمس.

 

القرنية

في الصيف يذهب المرء إلى البحر حيث يقضي عدة ساعات، وفي رحلة العودة إلى البيت آخر النهار يشعر بحكة في عينيه كما لو كانت بعض حبات الرمل لا تزال عالقة فيهما على الرغم من غسلهما جيداً.. قرابة التاسعة ليلاً تتحول الحكة إلى وجع لا يلبث أن يشتد وربما يضطر للذهاب بسرعة إلى أقرب مستشفى، لأن القرنية تعاني حرقة الشمس التي تسبب الألم الشديد، وقد يصل الأمر إلى العمى المؤقت. الأمر ذاته يتكرر في رحلة العودة من نهار أمضاه المرء فوق الثلوج البيضاء.

في هذه الحالة يشعر المرء كما لو أن قرنية العين قد أصيبت بجرح لكن الحقيقة غير ذلك تماماً.. مجرد حرقة شمس مؤلمة لن تطول ولن تسبب أي أضرار بالغة للعين، كان في الإمكان تجنبها بقليل من الاهتمام.

 

 

الشمس والشبكية

يحذر المتخصصون من مخاطر النظر في اتجاه الشمس بصورة مباشرة خاصة أثناء الكسوف، ويشبه أحد هؤلاء المتخصصين الأمر كما لو وجهنا حزمة من أشعة الشمس عبر عدسة مكبرة على ورقة، فخلال أقل من دقيقة ستحترق الورقة، وهذا ما سيحدث لشبكية العين.

 

عيون الأطفال

من المهم جداً الاعتناء قدر الإمكان بعيون الأطفال وحمايتها من أشعة الشمس، وذلك باستخدام النظارات المناسبة لأن سنوات العمر ومعها التعرض للأشعة فوق البنفسجية لا تزال طويلة أمامهم.

 

مضادات الأكسدة

من المعروف أن عنصري «لوتين» و «زياكسانتين» المضادين القويين للأكسدة واللذين يتوفران في العديد من الخضروات، يوجدان بكثافة أيضاً في العين البشرية وبالذات في عدسة العين وفي الشبكية أيضاً.

من أجل ذلك تعتبر الخضروات مفيدة جديدة لصحة العين، إذ أن العنصرين المذكورين يحميانها من الأشعة فوق البنفسجية شديدة الضرر. ولا تقتصر فائدة هذين العنصرين على حماية العين إذ أن الدراسات تؤكد أنهما يقويان النظر أيضاً.

 

 

كيف تختار النظارات الشمسية المناسبة؟

حين تريد شراء نظارة شمسية احرص على اختيار النظارة التي تحمل إشارة بأنها قادرة على امتصاص %99 أو %100 من الأشعة فوق البنفسجية، أو النظارة التي تحمل مصطلح UV 400 التي تعني أنها قادرة على امتصاص كل الموجات الضوئية التي يقل طولها عن 400 نانومتر، وهذا يشمل موجات الأشعة فوق البنفسجية. أما إذا كانت الشركة المصنعة للنظارة تكتفي بالقول إنها تمتص الأشعة فوق البنفسجية، فهذا مجرد كلام لا معنى له يستحسن أن تغض النظر عن النظارة وتبحث عن غيرها.

 

• لون العدسة:

العدسات الغامقة ليست أفضل من غيرها في امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، فبقية الألوان يمكن أن تؤدي المهمة ذاتها وبالكفاءة ذاتها أيضاً بما فيها الرمادية والخضراء والصفراء والبنية والزهرية، والمسألة تعتمد على الذوق واللون المفضل.

 

• حجم النظارة:

يعتمد حجم النظارة الشمسية على الذوق وعلى الموضة السائدة، لكن المتخصصين يؤكدون أن النظارة الكبيرة تؤمن حماية أكبر للعينين وللمناطق المحيطة بهما من الوجه أيضاً.. كما أنها تساعد على الحفاظ على رطوبة العينين وذلك بتقليل تبخر السائل الدمعي.

 

• مناسبتها للوجه:

من الضروري أن يتناسب حجم النظارات مع الوجه بحيث ترتاح فوق الأنف والأذنين من دون أن تشكل أي ضغط علي أي منها، ويستحسن أن تكون النظارات مصممة بحيث تمنع أشعة الشمس من الوصول إلى العينين من فوق النظارات.

ومن المهم أيضاً ألا تكون النظارات قريبة جداً من العينين حتى لا تصطدم الرموش بالعدسات مع كل حركة.