تعليم ، دروس ، تمارين ، حلول ، كتب ، أكواد ، طبخ ، أخبار ، توظيف
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style

شاطر
 

 ملخص اسس واصول النقد الادبى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
نجم الجزائر
المدير العام
المدير العام
نجم الجزائر

البلد : الجزائر
الجنس ذكر
تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 12/01/1994
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 10301
السٌّمعَة السٌّمعَة : 569
الإنتساب الإنتساب : 15/08/2011

ملخص اسس واصول النقد الادبى Empty
مُساهمةموضوع: ملخص اسس واصول النقد الادبى   ملخص اسس واصول النقد الادبى Empty11/11/2013, 5:20 pm

ملخص اسس واصول النقد الادبى

أنقل لكم
ملخص اسس و اصول النقد الادبى :.


أولاً : النقد التأثري:

النقد التأثري هو كل نقد أخرجه صاحبه تحت تأثير الانطباعات الأولية السريعة,أو الأهواء الشخصية المتحيزة أو المزاج الفردي الخاص ولم يخرجه نتيجة تأمل ودراسة مدققة تعتمد على معايير وضوابط متفق عليها

ويكون غالبا هذا النوع من النقد أحكاما عامةغير معللة حيث يصف الناقد النص بصفة ما ولا يفصلها ,ولا يبين الأسباب التي جعلته يطلقها كأن يقول:

هذه أعظم قصة أو مقاله أو هذا أشعر بيت آو أبدعه
ويذكر أسباب سطحية غير مقنعة لا تكفي أن يحكم عليها بهذا الحكم وغالبا ما يكون حكم الناقد على حسنة معينه فيعممها على كل النص أو خطاء معين فيعممه.

ويتصف هذا النقد بالسذاجة والمبالغة ,لان الناقد بناه نتيجة انفعالاته المباشرة ولم ينظر في أجزاء النص كلها ولم يهتم بالقواعد التي أتفق عليها العلماء.ويكثر هذا النوع من النقد في المراحل المبكرة من تاريخ النقد ,أي قبل أن يتحول إلى علم واسع ,ويكثر الآن عند فئات من النقاد منهم:

المبتدئون الذين لم يتمرسوا في الأدب والمتعصبون الذين يتحمسون لأديب ما فيظهرون حسناته وحدها ,ويحكمون عليه من خلالها ويغفلون عن عثراته والمزاجيين الذين تكون لهم ميول فردية خاصة فيعجبون بالأعمال التي توافق أهواءهم ويعيبون الأعمال التي تخالفها .

وطبيعي أن مثل هذا النقد لا يفيد المجتمعات الإنسانية فلا يرتقي بأذواق الجمهور ولا يساعد الأديب على تحسين إنتاجه لان مقاييس الجمال والقبح فيه ذاتية وغير مستقرة.

ثانيا : النقد الموضوعي:

النقد الموضوعي هو النقد الذي يصدر عن دراسة وتمحيص ويلتزم الناقد فيه منهجا معينا ويطبق القواعد الذي أتفق عليها عدد من النقاد ويحكم ذوقه وعقله وثقافة الفنية والعامة في آن واحد ولا يستسلم لميوله الخاصة ولا يتحيز ويدعم أحكامه بالحجج والبراهين ويكون هذا النقد مفصلا ومعللا حيث يحلل الناقد العمل الأدبي وينظر في أجزائه كلها ويبين مواطن الإجادة والتقصير فيها ويشرح سبب حكمه عليها بالإجادة أو التقصير,ثم يبين من الأحكام الجزئية حكم عام يقوم فيه العمل الأدبي كله
ويقتضي هذا النوع من النقد أن تكون لدى الناقد خبرة كبيرة تمكنه من التحليل الدقيق والقدرة على المناقشة,وكذلك ذوق مدرب يساعده على تميز مستويات الجمال والقبح المختلفة ,وثقافة واسعة تعينه على الموازنة وتطبيق القواعد النقدية.ويكون حكم النقاد في النقد الموضوعي متماثلة أو متقاربة,فلو أعطينا عملا أدبيا واحد لمجموعة من النقاد الموضوعيين فنقدوه ,لوجدنا نقدهم متشابها,والخلافات في ذلك محدودة,ويكون سببها الفروق الدقيقة في الأذواق .وهنا نذكر أن النقد الأدبي يختلف عن العلوم التجريبية
( الرياضيات الفيزياء الكيمياء..)
في أن قواعده ليست حقائق علمية ثابتة بل حقائق وجدانية,تسمح بوجود فروق محدودة بين ناقد وآخر.

ولاشك أن النقد الموضوعي نتيجة من نتائج ارتقاء النقد ,ودليل على التقدم الأدبي والحضاري,لأنه يعتمد على دراسة وتحليل,ويسلك طريق المناقشة والاحتجاج ,لكي يقنعنا بأحكامه ,وهو الذي يساعد الأدباء على تحسين إبداعهم,ويساهم في تطوير الأدب,ويرتقي بأذواق القراء.

الصفة الأولى:الموهبة النقدية

إن أول ما ينبغي أن يتصف به الناقد هو الموهبة النقدية والذوق .أما الموهبة النقدية فهي قدرة يمنحها الله لبعض الناس يستطيعون بها أن يفحصوا الأشياء فحصاً دقيقاً ,فيكتشفوا عيوبها الخفية ويحسوا بالجمال الظاهر والخفي ,ويقارنون ا بين المتشابهات , ويدركون الفروق التي لا تظهر لنا بسهولة.

صحيح أن جميع الناس أسوياء يملكون القدرة على الفحص والتمييز والمقارنة ولكن أصحاب الموهبة يملكون قدرة فائقة,فإذا سنحت الفرصة لتنمية قدراتهم والإفادة منها,أصبحوا نقاداً بارعين .
أما الذوق فهو ملكة خاصة تجعل المرء لبقاً .يحسن التصرف والاختيار والانتباه للتوافق الدقيق بين الألوان والأصوات والإشكال ,ويحس بأي تنافر بينها.

وفي ميدان النقد الأدبي تكون صفة الذوق مكملة لصفة الموهبة ومرتبطة بها غالباً فمن أوتي موهبة الإحساس بالعيوب الخفية والجمال الدقيق فسوف يستخدمها في حٌسن الاختيار وحسن التصرف وعندما يفحص الناقد عملاً أدبياً فإن موهبته وذوقه يشتركان في إدراك الفروق الصغيرة بين معنى ومعنى وصورة وصورة ,وفي إدراك الفروق بين الألفاظ في أثناء وقعها على الأذان ,وإدراك التناسق أو التنافر في ترتيب الكلمات داخل الجملة .
فالذوق إذاً صفة لازمة للناقد , ترتبط بموهبته النقدية وتكملها ليستطيع بهما معاً أن يتذوق الأعمال الأدبية ويساعد القراء على تذوقها تذوقاً صحيحاً



الصفة الثانية : الثقافة والخبرة

من الصفات المهمة للناقد الثقافة والخبرة أما الثقافة فينبغي أن يكون الناقد ذا ثقافة واسعة متنوعة ومتعددة الميادين وتنقسم إلى عدة أقسام :-



1- الثقافة النقدية المتخصصة :

وذلك بأن يعرف أصول النقد وطرقه , فيعرف كيف يحلل النص الأدبي ويستنبط صفاته وخصائصه,ويحكم عليه كما ينبغي أن يكون لديه إلمام بالتراث النقدي العربي وبالحركات النقدية التي يعاصرها ,وبالاتجاهات النقدية المهمة في العالم.



2- الثقافة الأدبية :

فالأدب ميدان النقد وموضوعه,وينبغي للناقد أن يعرف فنون الأدب وقواعد كل فن .فإن أراد أن ينقد قصيدة فلابد أن يعرف أصول الشعر وقواعد العروض ,ويكون له إلمام بالتراث الشعري العربي ,والقيم التي كانت سائدة فيه وإذا أراد أن ينقد قصة فلابد أن يعرف قواعد القصة وأسسها الفنية ,واتجاهاتها الحديثة وهكذا بالنسبة لكل فن من فنون الأدب .



3- الثقافة البلاغية :

التي تعينه على إدراك فصاحة الألفاظ والعبارات والأساليب البيانية المستخدمة في الأدب الرفيع ,والمحسنات البديعية الموجودة في النص ,فالبلاغة جزء أساس من النقد العربي وقد كانت ملتحمة به إلى القرن الخامس هجرية ثم انفصلت عنه ,وصارت علماً مستقلا لا غنى عنه للناقد العربي عن معرفتها .



4- الثقافة اللغوية :

وبخاصة النحو والصرف ,فبهما يستطيع الناقد أن يدرك صحة العبارة,
واستقامة الجملة ,ويضبط أي اختلاف فيهما , لان الخروج عن قواعد اللغة يفسد المعنى ويضيع جمال العمل الأدبي .
وإذا كانت كتب الأدب والبلاغة تعطي الناقد ثقافة واسعة في أصول التعبير الصحيح فإن أكبر مصدر للغة الرفيعة والبيان العظيم هو القرآن العظيم ثم الحديث الشريف ولكي يكون الناقد مثقفاً ذواقاً للبيان وللأساليب الجميلة ,فلابد أن ينهل منهما ,وقد كان أسلافنا يشترطون في الناقد حفظ القرآن الكريم ,وقدر من الأحاديث الشريفة ولا شك أن الناقد العربي المسلم في عصرنا أحوج ما يكون أن يتذوق البيان القرآني المعجز وأسلوب الأحاديث الشريفة البليغ وأن يربي ذوقه عليهما,فيكسب ثقافة لغوية وبيانية عظيمة .



5- الثقافة الإسلامية :

من طبيعة عمل الناقد أن يحكم على الأفكار والمعاني في الأعمال الأدبية إضافة إلى الأساليب - لذا ولكي تكون أحكام الناقد المسلم صحيحة وآراؤه سديدة وسليمة من تأثيرات التيارات الفاسدة ,ينبغي أن يتزود ما يستطيع من الثقافة الإسلامية ,وأن يمتلىء بالتصور الإسلامي للحياة وللإنسان .



وأما الخبرة العملية :

فإن الناقد في حاجة إليها ليكتسب مهارة نقدية فالخبرة هي التي تميز بين الناقد المبتدى والناقد البصير الممارس ,وهي التي تجعل أحكام مقبولة ومحترمة لدى الأدباء والجمهور .ويكتسب الناقد الخبرة عادة بالقراءة الواسعة في أعمال النقاد النابهين ,وبالممارسة والعمل الدءوب.

الصفة الثالثة : العدالة والإنصاف

العدالة والإنصاف من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم بعامة,وكل من يتصدى للحكم بخاصة ,والناقد واحد من هؤلاء .لذلك ينبغي للناقد عندما ينقد عملا أدبياً أن يبتعد عن التحيز والتعصب ,والمجاملة وأن يحكم على عناصر العمل الأدبي وفق الصفات التي تتصف بها حقيقته ,وأن يعلل أحكامه ,فيبين الأسباب التي جعلته يحكم بالجودة أو الرداءة,وعليه أن يحترس من أن تدفعه عاطفته نحو أديب ما إلى إطرائه بما ليس فيه,أو بخسه حقه والتجني عليه .
ويختلف مفهوم العدالة في النقد الأدبي عنه في الأمور الأخرى في شيء واحد فقط ,وهو السماح للناقد بأن يحكم ذوقه الشخصي ,على أن يكون ذوقاً رفيعاً مدرباً,وألا أصبح حكمه قاصراَ لا يؤبه له أو متحيز مجروح عدالته .



تحليل النص الأدبي

ما التحليل وما المقصود به؟

يقصد بتحليل النص لأدبي : دراسته,والنظر في كل عنصر من عناصره على حدة,واكتشاف محاسنه وعيوبه,لتذّوقه على أفضل وجه ممكن ,وتكوين حكم عام صحيح عليه. ولا يتأتى هذا التحليل إلا بالقراءة الواعية المتأنية,وبعض الخبرة,والذوق وإتباع طريقة منظمة.
والنظر إلى العناصر التالية..

جو النص:

هذه خطوة تمهيدية ,تسبق دخولنا للنص ,وفيها نبحث عن العصر الذي قيل فيه النص ,ثم عن صاحب النص ونُعرف به بإيجاز ونركز على ماله علاقات بالنص ونبحث عن مناسبة النص :

هل أنشأه صاحبه بدافع معين ؟
أو إثر حادثة معينة ؟



وقد يصرح الأديب بهذه المناسبة قبل بداية النص ,وقد يذكرها داخل النص ,أو يؤما إليها إيماءة خفيفة ..ولكن !!

قد نصادف نصاً لا نعرف صاحبه ,وقد يكون النص مقالة أو قصة لا ترتبط بمناسبة محددة ,ولن يعوقنا هذا عن تحليله,إنما ننتقل مباشرة إلى الخطوة التالية :



العرض العام للنص :.

فيه نبين القضايا التي يحويها النص ,متسلسلة كما كتبها صاحبها ,دون أن نزيد عليه ما لم يقله.فإن كان النص شعراً نثرناه بيتاً بيتاً أو مقطعاً مقطعاً وإن كان نثراً عرضناه فقرة فقرة ,أو فصلاً فصلاً ,حتى نستوفيه ,وينبغي أن يكون عرضنا واضحاً ,يشرح العبارات الغامضة ,ويبين دلالات الرموز إن وجدت .



الأفـــــكار :.

وهنا نستخلص من العرض العام السابق الأفكار الرئيسة التي تضمنها النص ,ونحددها بدقة ,ونبين مدى تسلسلها ,وترابطها , واتصالها بالموضوع الرئيس,وما فيها من جدة وسمو,أو تقليد وتكرار وابتذال.



الأســلوب :.

وهي مجموعة من المشاعر والانفعالات التي تظهر في النص ,على امتداده ,سواء كانت من نوع واحد : الحزن أو الفرح أو الغضب …أم كانت متنوعة ينتقل الأديب من واحدة إلى أخرى كلما انتقل من غرض إلى غرض ,أو موزعة على الأحداث والشخصيات المتوالية .فلا بد أن نرصد هذه العواطف ,ونبين نوعها وقوتها وصدقها ,وكيفية ظهورها في النص .

ومعنى الأسلوب :.

باختصار الصياغة الخارجية للنص ويتضمن
الألفاظ - التراكيب - الصنعة الأدبية - الإيقاع



الألفـــاظ :

ننظر في فصاحتها ,ورشاقتها ,ودقة دلالتها على المعاني ومدى شيوعها في عصرنا ,وملاءمتها للموضوع .



التراكيـب :

فننظر في طريقة بنائها , ومدى ملاءمتها لقواعد الجملة العربية ,وطولها وقصرها ,ووضوح دلالتها.



الصنعة لأدبية :

أي تفنن لأديب في انتقاء الألفاظ ,ووضعها في سياق يعطيها دلالات إضافية أو يغير معناها ,واستخدامه للمحسنات البديعية , وتنقله بين الخبر والإنشاء ,وأي مؤثرات أخرى , وننظر في موقعها أهي مقحمة توحي بالتكلف والتصنع ؟أم أنها ملائمة للسياق .تُحسنه وتُقوي أثره فينا ؟



الإيقاع :

فإن كان النص شعراً , نظرنا في وزنه , وقدرة الشاعر على تطويعه لأفكاره ,وبراعته في استشعار نغماته , ونظرنا في قوافيه ,ومدى استقرارها ,والإيقاع الذي تحققه ,ونظرنا في الإيقاعات الداخلية التي يحدثا توالي الحروف والكلمات وإن كان هذا النص نثرياً , نظرنا في وقف الألفاظ والعبارات ,وما تحدثه من إيقاع صوتي وتناغم داخلي , ومدى إبراز الانفعالات والعواطف في تقوية المعنى .



الخيـال :

حيث نتتبع الصور البيانية التي صنعها الأديب , وما فيها من ابتكار أو تقليد والمصادر التي استقاها منها ,وأثرها في توضيح المعنى وتزيينه.ولا يقتصر تتبع الخيال على الشعر , بل علينا أن نتتبعه في النص النثري أيضاً , فإن كان النص مقالة أو خطبة تتبعنا الصور المفردة بالطريقة نفسها,وإن كان النص قصة أو مسرحية تتبعنا أثر الخيال في تصميم النص كله , وفي بناء الشخصيات وفي تحريك الأحداث وتنميتها .



الحكم على النص :

حيث نبرز أهم الخصائص الفنية , ونوازن بينه وبين بعض الأعمال التي تشاركه في الغرض والموضوع , ونظهر الجديد الذي أضافه , والقيم الإنسانية التي حملها ,والمهارات الفنية التي تميز بها.


مقاييس وأصول في النقد والشعر :


على الرغم من كثرة الكتب التي قراءتها و التي تهتم بالنقد الشعري و أصوله و قواعده يمكن قياس الأعمال الشعرية عليها

( المدرسة العقادية ) :.
في أصول الشعر و النقد لقد حاول العقاد تثبيت الدعائم والأسس والمقاييس التي تعم الآداب كلها و التي تُعين على فهم الشعر على حقيقته و إدراك معدنه ، في محاولة منه لدفع عجلة التقدم في الأدب و الشعر إلى الأمام ، فقام بوضع ما أسماه بـ
(مقاييس وأصول في النقد والشعر )
وهي كما أوردها العقاد:


- المقياس الأول :.
إن الشعر قيمة إنسانية قبل أن يكون قيمة لفظية أو صناعية ، فما من أمة على وجه الأرض إلا وهي تنظم الشعر على اختلاف اللغات و الأوزان ،


وهي لا تنظم الشعر لأنها تتكلم بهذه اللغة أو تلك وتعرف هذا الضرب من العروض أو ذاك ، ولكنها تنظمه لأنها كائنات إنسانية حية تجمعها كلها سليقة الإنسان و نوازع الحياة .


فأول مقياس للشعر الصادق الرفيع أنه يحتفظ بقيمته الكبرى إذا تُرجم إلى جميع اللغات ، لأنه يرجع إلى الطبيعة ولا يجعل مرجعه كله إلى أعاريض الأوزان أو موقع الألفاظ في الآذان.


صحيح أن الموسيقى اللفظية ميزة من ميزات الشعر في كل لغة من اللغات ، ولكنها إذا كانت هي ميزته الوحيدة أو ميزته الكبرى التي لا ينهض بغيرها فإن أول ما يُفهم من ذلك أنه كلام منفصل من الطبيعة الإنسانية وأنه صناعة محض وتلفيق من الألفاظ والأوزان ، وليس من الشعر الإنساني الخالد في طراز رفيع .


- المقياس الثاني :

إن الشعر تعبير عن نفس صاحبه وإن كان وصفا لغيره .


فإنك إذا قرأت ديوانا كاملا من الشعر وجب أن تعرف صاحبه و تتمثله في دخائل طبعه ونوازع سريرته وأطوار حياته ، فإذا تتبعت غزله مثلا في أطوار تلك الحياة وجب أن تتمثل لك سمات حبه وسمات محبوبه في كل طور من تلك الأطوار ،

فلا يكون الشعر تعبيرا عن نفس حية إذا كنت تجهل تلك النفس حين تقرأ ديوان صاحبها ولا تستخرج لها من ديوانه ترجمة حياة داخلية لا يعوزها شيء من الأرقام و الأعلام .

ولا يكون الشعر تعبيرا إذا كنت تقرأ غزل الشاعر كله من صباه إلى شيخوخته فلا ترى فيه فارقا بين محبوب ومحبوب ولا بين عاطفة وعاطفة ولا بين شباب و مشيب .

ولا يكون الشعر تعبيرا إذا كان صاحبه يزعم لك أنه معطيك صورة من الأحياء و الجمادات وهو لا يُعطيك صورة من نفسه ، وإنما هذه صناعة وفقر في نوازع الحياة لا يبلغ بقائله من القوة أن يميزه شخصا كاملا بين غيره من شخوص الأحياء .


- المقياس الثالث :

إن القصيدة بنية حية أو بنية عضوية يقع كل جزء منها في موقعه الذي لا يغني فيه غيره كما تتآلف الأجسام من الجوارح والأعضاء ، فإذا عالجتها بالتقديم و التأخير ماتت كما يموت الجسم الذي تضع قدميه في موضع رأسه أو رأسه في موضع قدميه .


أما إذا جاز لك أن تبعثرها ثم تُعيدها في كل مرة على وضع جديد فهي إذن من عالم الجماد لا من عالم الأحياء ،

هي من عالم الجماد الذي لا فن فيه ولا تنسيق له ولا معنى لتركيبه ، لأنك لا تستطيع أن تصنع هذا الصنيع بجماد كالتمثال أو جماد كالدواب أو القدح المنقوش .


- المقياس الرابع :

إذا قلنا أن الأدب يختص بالوجدان ففي هذا القول جانب كبير من الصواب ، ولكننا إذا قلنا هذا وسكتنا عليه فقد يفوتنا أكثر الصواب ، وكأننا لم نقل شيئا يجمع الفائدة من المعنى المقصود في هذا الباب .


فليس شرط الوجدان أن يكون مقصورا على أجهل الناس وأعجزهم عن التفكير ، لأننا لا نرادف بين معنى الجهل ومعنى الوجدان في اللغة ولا في مصطلحات الفنون والعلوم ،

فالأدب الرفيع لم يخل قط من عنصر التفكير وشاهدنا على ذلك أدب الفحول من شعراء الأمم العالميين أمثال شكسبير وجيتي والخيام وأبو الطيب و نخص الشعراء بالذكر لأن صدق هذه الملاحظة فيهم يجعلها أقمن بالصدق على الأدباء الناثرين .


فأغاني شكسبير مثلا سلسلة من الأفكار التي يمتزج فيها الفهم بالشعور ، وقصة فاوست الكبرى لـ جيتي هي فلسفة الحياة و البقاء ، وفلسفة الخير و الشر وفلسفة المعرفة و الضمير، وليس فهمها بأيسر من فهم قضايا المنطق أو معادلات الرياضة والكيمياء .

و رباعيات الخيام يصح أن تُسمى بـ فكر الخيام ، لأن الرباعية منها تدور على فكرة أو خلاصة أفكار ، ولا يمنعها الشعور أن تكون شعور إنسان من المفكرين .

وليس في قصائد المتنبي قصيدة واحدة يقول القائل أنه أهمل الفكر فيها أو أنها وجدان بغير تفكير.

ومن الحقائق التي تحضر في هذا السياق أن نقص الفكر ليس بزيادة في الحس والوجدان ، وأن زيادة الفكر لا تمنع الإنسان أن يحس وأن يتسع وجدانه لأوسع آفاق الحياة ، فقد ينقص فكر الإنسان وينقص حسه على السواء .

وميزة الإنسان دائما هي أن يحس أنه يفكر وأن يفكر أنه يحس ، وأن يكون نصيبه من الإنسانية على قدر نصيبه من الفكر والإحساس ، فليس هو بإنسان كامل إذا خلا من التفكير ولا يكون الأدب كاملا وهو يُعبر عن إنسان ناقص في ألزم مزاياه .


هذه القواعد التي وضعها العقاد للشعر الصادق تنطبق بلا شك على كل نص أدبي حقيقي ، فلم تكن غاية الشعر والأدب نظم الكلام على نسق معين فقط .

فهذه القواعد هي روح النصوص كما للأجساد أرواح تحيا بها ، وهي ما تميز الشاعر الحقيقي عن غيره من تجار الكلمة ، و تجعل من النص تحفة فنية وأدبية ترتقي إلى العالمية .



من "فيض الانشراح من روض طي الاقتراح" لابن الطيب

ينقسم الحكم النحوي إلى رخصة وغيرها، والرخصة ما جاز استعماله لضرورة الشعر، ويتفاوت حسنا وقبحا- وقد يلحق بالضرورة ما في معناها وهو الحاجة إلى تحسين النثر بالازدواج-؛ فالضرورة الحسنة ما لا يستهجن ولا تستوحش منها النفس كصرف ما لا ينصرف، وقصر الجمع الممدود ومد الجمع المقصور، والمقصود زيادة الياء قي فعالل وحذفها كصيارف وصياريف.
وأسهل الضرورات تسكين عين فعلة في الجمع بالألف والتاء حيث يجب الإتباع كقوله:
فتستريح النفس من زفْراتها.
والضرورة المستقبحة ما تستوحش منه النفس كالأسماء المعدولة بتغيير ما عنه من زيادة أو نقص، كقوله:
أصابهم الحِمَى وهم عواف ... أراد: الحِمَام
وقوله: وشتا بين قتلي والصلاح ... أراد: شتان.
وما أدى إلى التباس جمع بجمع كرد مطاعم إلى مطاعيم أو عكسه؛ فإنه يؤدي إلى التباس مطعم بمطعام.
قال حازم القرطاجني في منهاج البلغاء: وأشد ما تستوحش منه النفس تنوين أفعل من. قال: وأقبح ضرائر الزيادة المؤدية ما ليس أصلا في كلامهم كقوله:
من حيث ما نظروا فأنظور ... أي أنظر
وكقوله: وكأن في أنيابها القرنفول ... أي القرنفل.
أو الزيادة المؤدية لما يقل في الكلام كقوله: طأطأت شيمالي ... أراد شمالي
وكذلك يستقبح النقص المجحف كقول لبيد: درس المنا بمتالع فأبان ... أراد المنازل
وكقول الآخر: فكأنما تزكي سنابكها الحبا ... أراد الحباحب يعني نار الحباحب
وكذلك العدول عن صيغة لأخرى كقول الحطيئة:
جدلاء محكمة من نسج سلام ... أراد سليمان
ثالثا : ضرورات التغيير:
(1) قطع همزة الوصل ، مثل :
ألا لا أرى إِثْنَيْنِ أحسنَ شيمةً ** على حَدَثََانِ الدهرِ منِّي ومِنْ جُمْلِ
والأصل (اثْنَيْنِ) لكنه قَطَعَ للضرورة .

(2) وصل همزة القطع ، مثل :
يَا ابَا المُغيرةِ رُبَّ أمرٍ معضلٍ ** فرَّجْتُه بالمكر منِّي والدها
والأصل (يَا أبَا) لكنه وَصَلَ للضرورة .

(3) فك المدغم ، مثل :
الحمدُ للهِ العليِّ الأجْلَلِِ ** أنتَ مليكُ الناسِ ربًّا فاقْبَلِ
والأصل ( الأجَلّ ) لكنه فَكَّ للضرورة .

(4) تقديم المعطوف ، مثل :
ألا يانخلةً من ذاتِ عرقٍ **عليكِ ورحمةُ اللهِ السلامُ
والأصل ( عليكِ السلامُ ورحمةُ اللهِ ) لكنه قَدَّم المعطوفَ للضرورة.



الضرورات الشعرية:

تعريفها :
صياغة أولية


مايجوز أن يقع في الشعر مما لايجوز وقوعه في النثر .
*الضرورات تخالف القواعد المتفق عليها في النحو .
أسباب الضرورات الشعرية :
1) لأجل الوزن
2) لأجل المعنى
3) لأجل التناسق اللفظي
شروط جواز الضرورة :
1) أن تكون باعتدا ل
2) أن تكون في المواضع التي جعلها العلما ء فيما تجوز بها الضرورة


مواطن ذكر الضرورات الشعرية من الكتب :


1) في الكتب النحوية بشكل مبثوث في أثنائه.
2) في كتب العروض والقافية وغالبا ماتكون في آخرها
3) قد تفرد بكتب خاصة ورسائل جامعية.
المواضع التي تصح فيها الضرورة:
1)صرف مالا ينصرف :
مثال :
في أرض أندلس تلتذ نعماء***ولايفارق فيها القلب سراء
2)قصر الممدود ومد المقصور :
مثال :
ورث الندى وحوى النهى والأزاهر بسطة ***وقنادل الأترنج لاحت في الغد
3)إبدال الهمزة القطع وصلا :
مثال :
ومن يصنع المعروف في غير أهله *** يلاقى الذي لاقى مجير ام عامر
4)قطع همزة الوصل :
مثال :
أيها الباني لهدم الليالي *** إبن ماشئت ستلقى خرابا
5)تخفيف المشدود :
مثال :
لي بستان أنيق زاهر *** غدق تربته ليست نجف
*ويلحق بهذا تخفيف الهمزة :
مثال:قول أمية بن الصلت :
هوالله باري الخلق والخلق كلهم ***إماء له طوعا جميعا وأعبد
6)تثقيل المخفف :
مثال :
أهان دمك فرغا بعد عزته *** ياعمرو بغيك إصرار على الحسد
7)تسكين المتحرك وتحريك الساكن:
مثال :
وقد يقال عثار الرجل إن عثرت ***ولا يقال عثارالرجل إن عثرا
*وهذا كثير في ضمير الغائب والغائبة :
مثال:
فالدر وهو أجل شيء يقتنى ***ماحط قيمته هوان الغائص
8)تنوين المنادى العلم :
مثال :
سلام الله يامطر عليها ***وليس عليك يامطر السلام
9)إشباع الحركة حتى يتولد منها حرف مد:
مثال:
ألا أيها اللليل الطويل ألا انجل *** بصبح وماالإصباح منك بأمثل
*الإشباع كثير في الضمائر :
مثال :
أخاك أخاك إن من لا أخا له ***كساع إلى الهيجاء بغير سلاح
10)تحريك ميم الجمع:
مثال :
هم أهلة غسان ومجدهم ***عال فإن حاولوا ملكا فلا عجبا
11) كسر آخر الكلمة إن كان ساكنا :
مثال :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ***قيل الفوارس ويك عنتر أقدم

ملحوظات :

*قد يرد في قصائد العرب من تذكير المؤنث وتأنيث المذكر وفك الإدغام وغير
المسوغات الغريبة قد أتت على سبيل الشذوذ
*الضرورة الشعرية منها ماهومقبول ومنها ما هو شاذ
* قد ترتكب الضرورة ... وتكون على لغة غير شائعة ..
*من عيوب التي تخرم البيت الشعري وتطيح بجماليته وتدلنا على قدرة شاعرية



لفتة
(كتب القاضي الفاضل شيخ صناعة الكتابة في عصره عبدالرحيم بن علي البيساني سنة 596 رحمه الله الى نائبه في وزارة الكتابة الأديب الشهير الأصفهاني المتوفى سنة 597 هـ كتب اليه يقول (إني رأيت أنه لا يمتب انسان كتابا في يوم إلا قال في غده :لو غير هذا لكان أحسن ولو قدم هذا لكان أفضل ولوترك هذا لكان أجمل وهذا من أعظم العبر وهو دليل لا ستيلاء النقص على جملة البشر )
 
 
المراجع :
أهدى سبيل العمدة في وضع الضوابط اللغوية هو ذاك المنهل الصافي ومصدر المصادر كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وماوردنا من نثر أو شعر في زمن الاحتجاج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sitealgerie.yoo7.com/
أناقتي
عضو متالق
عضو متالق
أناقتي

الجنس انثى
تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 14/10/1979
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 1343
السٌّمعَة السٌّمعَة : 4
الإنتساب الإنتساب : 22/12/2011
sms : Healthy Recipes,Cookbooks: Recipes, Cookbooks, and Culinary Adventures

ملخص اسس واصول النقد الادبى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملخص اسس واصول النقد الادبى   ملخص اسس واصول النقد الادبى Empty26/3/2014, 5:55 pm

شگرآً لگـ
على طرح ــگـ دئمآً متميز .. من آلأفضـل للأفضل
أح ـترآمى وتقديرى لگـ
تقپل مرورى آلپسيط فى چ ــمآل موضوعگـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

ملخص اسس واصول النقد الادبى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» تحميل كتب في المنهجية واصول البحث العلمي
» تحميل كتاب منهج النقد في علوم الحديث
» ملخص هندسة
» ملخص في الحسابيات في Z
» ملخص الدارة RL

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نجم الجزائر :: القسم الدراسي والتعليمي :: منتدى اللغات :: تعليم اللغة العربية-