البلد : الجزائر تاريخ الميلاد : 12/01/1994 الْمَشِارَكِات : 10301 السٌّمعَة : 569 الإنتساب : 15/08/2011
موضوع: اشبال الأسد 12/12/2011, 8:04 pm
تتكون أسرة الأسد من الأسد نفسه، ومن اللبوءة زوجته وأمّ الأشبال، ومن الأشبال الصغار، والأسد ملك الغابة، وأسلحتُه مخالبُه القوية، وأنيابه الطويلة الحادّة، وقوّته في أطرافه الأمامية، وأكتافه، حيث يدقُّ عنق فريسته كالغزال أو الجاموسة أو الحمار الوحشي.
تولد الأشبال في عرين الأسد المفروش بالأعشاب الكثيفة، ويولد فيه اثنان أو ثلاثة أشبال في المرة الواحدة، وعند الولادة يكون الشبل في حجم القطّ، ولون فراء الأشبال منقّط وناعم وليست بنيّة غبراء كالفهود الصغيرة، وهذا يساعدهم على التخفي، ويتغير اللون بعد ذلك إلى اللون البنيّ بلون الجبل، لكي لا تميزهم العين بسهولة أثناء سيرهم. ويعتمد الشبل الصغير كل الاعتماد على أمه التي تعتني بصغارها، وتقضي وقتها في المحافظة عليها، وتقوم
بحراستها، وأحيانا بحراسة أشبال عائلة أخرى، وليس أشبالها فقط، وفي البداية تكون عيون الأشبال مُغْلَقة، ولكن في مدة تتراوح بين عشرة أيام وأربعة عشر يوماً تبدأ العيون في التفتح على العالم الواسع حولها، وتتكون لها مخالب قوية ويكبر الأشبال بسرعة كبيرة مثل بقية أسرة القطط لأن الأمّ ترضعها بحليبها، وتقدّم لها كثيراً من الغذاء. وتضع اللبوءة فمها الكبير حول رأس الشبل الواحد وعمره خمسة أسابيع وذلك قبل أن ترفع هذا الصغير وتحمله بعيداً لمسافة 15 قدماً وتضعه أرضاً وتسير قليلاً وتناديه طيلة ذلك الوقت بصوت حنون، وأخيراً يستجيب الشبل إلى ملاطفتها هذه، ويهرول سائراً خلفها..
يعيش الأشبال في مهاد من القشّ بعرين الأسد، وفي سنّ الشهرين يتعلمون السير، ويزداد أملها بالبقاء إذا كان هناك أكثر من لبوءة في جماعة الأسود لديها مهاد من القش ويمكنها أن تشارك في واجبات رعايتهم وقد يكون بينها شبل آخر عمره شهران يشاركها في وجبة الغداء من ثدي اللبوءة الأمّ، ويستمر الشبل يرضع من حليب الأم حتى يصبح عمره ستة شهور.. وعندما يسير الأسود الصغار بتكاسل فإنهم غالباً ما يلمسون وجوه الأسود الكبار وذلك دلالة على تماسكها وحبّها وترابطها بمجموعة الأسود هذه، وتأخذ الأشبال تقفز مرحة وتلامسها عند سيرها بقربها، وأحياناً تفقد قمة ذيل الأسد بسبب شجاره مع غيره، والأشبال الذين لم يصابوا بجروح في أجسامهم فإن أشكال اللحية والشارب لهم مثل بصمات الأصابع للإنسان هي الميزة الأكثر أهمية..
ويبدأ الشبل مع غيره من الأشبال الصغار باللعب وتسلق ظهر الأسد المستغرق في النوم، ويضربه الأشبال بأكفهم ويشدونه من ذيله ويضغطون على شعر العنق عنده حتى إنهم يقتلعون بعض قطع الشعر من عرف الأسد، وأخيراً يستيقظ الأسد ويسير باتجاه اللبوءة النائمة بينما يبقى أحد الأشبال متشبثاً بقوة بذيله، والأسود قادرة على الاحتمال ولكنهم لا يتأثرون من أسنان الأشبال التي تكون مثل رأس الإبرة، وسوف يهدر الأسد وكذلك سيبعد الشبل المزعج ويصفعه بلطافة، ولكن الأشبال سيعودون حالاً للعبهم مرة ثانية، ولهذا الشبل المزعج تتدخل اللبوءة الأم وتشده من ذيله وبعد ذلك يأخذ يقفز قرب إحدى اللبوءات أو قرب أمه غالباً وينظر إليها لكنها سوف تنهي هذا وتأخذ تمسح جلده بخشونة وبعد أن تحوّل انتباهه عن هذه اللبوءة ويأخذ الشبلان الآخران يمسحان بحنان وجوه بعضهما.
والشبل مطيع لوالديه: الأسد واللبوءة، يتبعهما أينما يذهبان، ويتعلم منهما كيف يعيش في الغابة على الطبيعة، وكيف يختبئ أو يجلس في ظلّ الأشجار وقت القيلولة، ووقت اشتداد الحر، وتسمح اللبوءة للأشبال بالسير معها لمكان الفريسة التي تكون قد اصطادتها ليأكلوا من لحم الفريسة، وفي سن الثمانية أشهر تدربهم تدريباً جيداً على صيد الحيوانات في الغابة ليعتمدوا على أنفسهم دون حاجة لمن يطعمهم أو يعلمهم الصيد، وليكونوا مستعدين لمواجهة حياة الغابة بالمخالب والقوة، وحتى يكبروا ويصبحوا قادرين على الصيد بأنفسهم.
وبعد سنة يماثل حجم الشبل حجم الكلب الكبير، ولكنه لا يصبح بالغاً قبل أن يصل عمره ست أو سبع سنوات. وفي سن الرابعة من المحتمل لواحد من الأسود الأصلية أن يترك جماعة الأسود حيث يطلب منه الأسود الكبار ذلك، وسيتبع هذا الأسد الصغير من في مثل عمره في التجول في البراري بحثاً عن الغذاء من أجل البقاء، وحتى يكبر هذا الأسد ويصبح أقوى يبعد غيره من الأسود المسيطرة في جماعة الأسود، وأحياناً كثيرة يترك الأشبال في سن الثالثة هذه الأسود، وربما يستمر الشبل في العيش معهم وإن تجاوز عمره الأربع سنوات إذا كان هادئاً وغير مزعج لهم.